الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة عرض أفروديت Afro-dites: المرأة الافريقيّة في قلب الرقصة

نشر في  06 ماي 2014  (15:22)

في اطار تظاهرة "تونس عاصمة الرقص" والتّي نظّمتها ناس الفنّ بإدارة سهام بلخوجة، تمّ يوم السبت 3 ماي 2014 تقديم عرض بعنوان Afro-dites بالمسرح البلدي بتونس العاصمة. وكان من المقرّر أن يحضر وزير الثقافة مراد الصقلي لكنّه غاب بسبب التزاماته، وغاب معه تكريم السيّدة خيرة عبيد اللّه الراقصة التونسيّة القديرة وليلى السبعي العجيمي عالمة الآثار التونسيّة، ولم يتمّ تبرير الغاء هذا الجزء من البرنامج.

أفروديت، صوت المرأة السينغاليّة

مثلما يدلّ اسم العرض، غلب على مسرحية أفروديت الحضور الأنثويّ في الموضوع والتأثيث. وقد كانت آلهة الخصوبة والجمال الاغريقيّة حاضرة ولكن بلون وتعابير إفريقيّة سينغاليّة. يبدأ العرض بلوحات راقصة تحضر فيها الحقائب والعطور النسائيّة وإكسسوارات أخرى تبرز غزو الحضارة الأوروبيّة للعالم النسوي السينغالي مثله مثل دول العالم الأخرى. فالرقص بزوج واحد من الأحذية يبرز هذا الصراع بين الهويّة الافريقيّة الصرفة وغزو الثقافات الأوروبيّة.

يطغى جانب السخرية في بعض المشاهد من بعض الظواهر التّي تهمّ المرأة في السينغال، والتناقضات بين التقاليد ومظاهر الحداثة إن شئنا التعبير. تسع راقصات، تسع نساء يمثّلن رؤيتهنّ بخصوص تعدّد الزوجات، قضايا الاغتصاب والدعارة والهجرة. وهي قضايا رهانات المرأة الافريقيّة بالنظر إلى الواقع الاقتصادي والاجتماعي لهذه الدول. كذلك علاقتهنّ الأسريّة مع الرجال وصراعهنّ لفرض وجودهن في لوحة تقمّصت فيها أربع راقصات دور رجال، وطرحت قضيّة صراع المرأة لإبراز صوتها في ظلّ الثقافة الذكوريّة المهيمنة.

تنتهي إحدى اللّوحات الراقصة بمقولة "أعشق العطور J'adore les parfums" وهي تعبيرة تدلّ عن حبّ النساء الافريقيّات للحياة وعطشهنّ لها، وعن الحبّ كقيمة انسانيّة. لنقل أنّها تحفيز لهنّ للأخذ بزمام المبادرة وتقرير مصيرهنّ أو اثبات لأنوثة المرأة الافريقيّة وقدرتها الدائمة على غواية الرجل. أو ربّما دعوة لاقتسام خصوصياتهنّ مع الآخرين كتعبير عن الانفتاح على الآخر والتفاؤل بالمستقبل.

دام العرض قرابة سبعين دقيقة، وراوح بين رقصات ولوحات ممسرحة باللّغة المحليّة على أنغام افريقيّة. وحتّى الرقص فكان مزيجا بين الرقص المعاصر والفلكلور الافريقي تنوّعا وكسرا للإيقاع ما أضفى عليه متعة وتشويقا، إستوقفتنا كذلك طرافة الطرح، مسحة من الحزن أحيانا، وشحنات متواصلة من التفاؤل أحيانا أخرى. وكانت الموسيقى مزيجا من النغمات الافريقيّة والعصريّة من نظم فابريس بويان لا فورست. أما السينوغرافيا لجرمان أكونيي وابنها باتريك أكونيي.

جرمان آكونيي، عنوان عولمة الرقص الافريقي

عرض "أفروديت" أشرفت عليه جرمان أكونيي، وهي راقصة وكوريغراف من السينغال من مواليد 1944 وعملت مع الكوريغراف العالمي موريس بيجار وأدارت مدرسة Mudra Afrique من سنة 1977 إلى سنة 1982. وتعتبر من ضمن قائمة الخمسين شخصيّة افريقيّة الأكثر تأثيرا في العالم سنة 2014 حسب صحيفة جون أفريك. ومن أهمّ أعمالها حراشف الذاكرة سنة 2007 مع جوول ويلا وجو زولار. 

 

شوقي البرنوصي